سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (ادامكم الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:-
قبل فترة ليست بالطويلة سافرت الى سوريا والى المشاهد والمراقد والمعالم الدينية هناك والسياحية في وسط سوريا وشمالها وفي سواحلها على البحر المتوسط وقد شاهدت هناك امور عجيبة او لم تكن في بالي ابدا من اباحية وسفور وانحطاط ناهيك عن ترك الواجبات الدينية وحتى الاخلاقية وخصصوا ممن يسمى بالعلويين فلم اجد عند هؤلاء اي تعظيم لشعيرة دينية حسينية او غيرها فلا يوجد عندهم مراسيم عزاء لا في عاشوراء ولا في باقي مصائب اهل البيت عليهم السلام ولم اجد لهم وجود ملحوظ في اي مرقد من مراقد اهل البيت لا في مقام السيدة زينب (عليها السلام ) ولا مقام الفاطميات ولا سكينة عليهن السلام ولا في غيرها من مراقد بل نجد هناك الزوار من العراقيين والايرانيين بصورة عامة ونجد بعض اللبنانيين والبكستانيين والافغان وغيرهم من باقي البلدان ,
وسمعت بالفرق بين العلويين وبين الشيعة وحصل لي حوار ونقاش مع ما يسمى برجال الثورة في سوريا وكانوا مستائين جدا من الشيعة ايضا لانهم ينسبون خلافهم مع العلويين والحكومة العلوية في سوريا الى مذهب التشيع لاعتقادهم بان العلويين من الشيعة والكثير منهم من ينكر الفرق بين العلويين والشيعة بل ان العلويين من الشيعة لذلك تشوش فكري وبقيت في دوامة فهل فعلا ان العلويين شيعة واذا كانوا شيعة فلماذا كل هذه الاباحية والسفور والانحطاط الاخلاقي ولابعد المجالات بينما نرى الشيعة في باقي البلدان ملتزمون ولو ظاهريا بتعالم ائمة اهل البيت عليهم السلام
ومما سمعته هناك ايضا من السوريين ان العلويين كفرة كما ان الدروز كفرة فالعلويون يعبدون الامام علي عليه السلام
فلم يكن لي بد الا الملاذ بكم سيدي وطرح هذه الاستفهامات على جنابككم الكريم لعلي اصل الى يبرد القلب ويشفي الغليل ويدفع الشبهات وعذرا للاطالة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " كيف بكم إذا فسق فتيانكم ، وإذا طلعت نساؤكم ! ؟ " قيل : فان ذلك لكائن ! قال : " نعم واشد من ذلك ، كيف بكم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ! ؟ " قالوا : وان ذلك لكائن ! قال : " نعم ، واشد من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ! ؟ " . وسئل صلى الله عليه واله وسلم : متى لا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ؟ قال : " إذا كان الفسق في علمائكم ، والعلم في رذالكم ، والمداهنة في خياركم " .
وبعد التوكل على العلي القدير وبعيدا عن السياسة وسلاطينها ووعاظها ومكرها وخداعها وادعاءاتها الباطلة الضالة التي تكفّر من تشاء وان كان اماما او نبيا وتقدس من تشاء وان كان ناصبيا اوغاليا ملحدا زنديقا.. اقول :
بعد المراجعة للعديد من الموارد والشواهد التاريخية والاجتماعية والخارجية و الشرعية يمكن ذكر بعض الامور المتعلقة بالجانب العلمي الفكري النظري :
الاول : .. عنوان العلوي والعلوية استعمل في اكثر من معنى فيطلق مثلا، على ذرية امير المؤمنين عليه السلام من اولاده واولاد اولاده واولادهم وهكذا من الذكور او من الذكور والاناث ، كما يطلق على من اعتقد بامامة الامام علي عليه السلام وتولّاه ووافقهُ وسارَ في نهجه، ، كما اطلق واختص في طائفة او مذهب او ملة غالت في الامام علي عليه السلام كفرقة العلويين في بلاد الشام مورد السؤال ..كما ان عنوان الشيعة والشيعي استعمل في المعاني السابقة وغيرها فاستعمل واطلق حتى على من روى او ذكر رواية عن الرسول الخاتم الامين عليه واله الصلاة والسلام في مدح وصيّه امير المؤمنين عليه السلام وبيان منزلته وفضائله حتى لو كان الراوي لا يعتقد بامامة الامام علي عليه السلام وعصمته .
الثاني : في مورد السؤال فانه من الواضح والمؤكد ان عنوان الشيعة (الامامية ،الاثني عشرية ، الجعفرية) في الشام يختلف عن عنوان العلوية والعلويين هناك ، وهذا الاختلاف الواقعي يعرفه ويتيقنه اهل الشام عموما والشيعة والعلويون بالخصوص ، مع الاخذ بنظر الاعتبار انه الكثير من الجهال وبسبب الجهل وعدم المعرفة او الخوف او التزلّف يعتقد او يدعي انه علوي بالرغم من انه من طائفة او مذهب او فكر اخر كالدرزي او الاسماعيلي او السني او الامامي الجعفري او غيرهم
الثالث : الشائع والغالب في المجتمعات عموما في هذا العصر ولعشرات او مئات السنين السابقة ان عنوان الشيعي والشيعة ينصرف ويتبادر الى الذهن غالبا اتباع مذهب الحق واقصد ما يعرف بالجعفرية او الامامية او الاثني عشرية أي الشيعة الامامية الاثني عشرية..... والشائع والغالب والاصل في علويي الشام هم فرقة النصيرية ...والقاريء والمتتبع يجد ان كل من كتب في الملل والنحل والتاريخ والعقائد والرجال وغيرها فانه ميّز وفرّق بين النصيرية (العلويين ) وبين الشيعة الامامية الجعفرية الاثني عشرية ، فيذكرون مثلا الامامية او الجعفرية او الاثني عشرية في مقابل النصيرية والزيدية والاسماعيلية والكيسانية والحنفية والشافعية وغيرهم ، كما يذكرون في موارد كثيرة عنوان الشيعة في مقابل النصيرية وغيرها او لا يعتبرون النصيري او النميري من الشيعة
- شرح نهج البلاغة/ابن ابي الحديد/ج8 ..... [ فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم ]... ، ثم ظهر عبد الله بن سبأ...... ثم ظهر المغيرة بن سعيد.... . ثم تفاقم أمر الغلاة بعد المغيرة وأمعنوا في الغلو ، فادعوا حلول الذات الالهية المقدسة في قوم من سلالة أمير المؤمنين عليه السلام ، وقالوا بالتناسخ وجحدوا البعث والنشور ، وأسقطوا الثواب والعقاب ، وقال قوم منهم : إن الثواب والعقاب إنما هو ملاذ هذه الدنيا ومشاقها ، وتولدت من هذه المذاهب القديمة التي قال بها سلفهم مذاهب أفحش منها قال بها خلفهم ، حتى صاروا إلى المقالة المعروفة بالنصيرية ، وهى التى أحدثها محمد ابن نصير النميري ،
- المناظرات في الامامة/الشيخ عبد الله الحسن : ذكر في الهامش ،
(4) النصيرية: طائفة من الغلاة السبأية وملخص مقالتهم في الائمة من أهل البيت - عليهم السلام -: أنهم روح اللاهوت، وقد نقل ابن حزم في الفصل ج 4 ص 142 والشهرستاني في الملل والنحل بهامش الفصل ج 2 ص 22 وغيرهما تفصيل مقالاتهم، وقال الشهرستاني عنهم: غلبوا في وقتنا هذا على جند الاردن بالشام وعلى مدينة طبرية خاصة ولقد افترى الشهرستاني وابن حزم في عد هذه الطائفة من فرق الشيعة.
- مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 1 ص 253 : جاء في الهامش * ( هامش ) * ( 1 ) قال سعد بن عبد الله في المقالات والفرق : 100 : وقد شذت فرقة من القائلين بإمامة علي ابن محمد في حياته ، فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري كان يدعي انه نبي رسول ، وان علي بن محمد العسكري - عليه السلام - أرسله ، وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية .... . ( 4 ) سموا الغلاة ، لانهم غلوا في علي - عليه السلام - وفي أئمتهم ، وقالوا فيهم قولا عظيما ، وقالت طائفة منهم : إن محمدا - صلى الله عليه وآله - هو الله تعالى ، وهذه الغلاة ينسبون أنفسهم إلى الشيعة ولكن الشيعة الامامية ينكرونهم ويلعنونهم . ( المقالات والفرق لسعد بن عبد الله الاشعري )
الرابع : بصورة عامة غالبة ان العلوية في الشام فكرا ومنهجا نظريا وتاصيلا ترادف النصيرية فكرا ومنهجا نظريا وتاصيلا ، كما ان العلوية ونحوها في تركيا وشمال العراق ترجع الى النصيرية او الى ما ترجع اليه النصيرية فكرا ومنهجا وتاصيلا
الخامس : من خلال المراجعة والبحث تبين ان عنوان العلوية والعلويين مورد الذكر هو عنوان مستحدث واقصد في بلاد الشام ، فقد سبقه مثلا بعشرات بل مئات السنين عنوان ( علويون او علي الهي ..) في تركيا شرق الاناضول حيث الراجح بل الثابت انه عنوان اطلقه الصفويون على المغالين بالامام علي عليه السلام في تركيا ، فعنوان العلويين في الشام استحدث منذ مايقارب القرن من الزمان واما قبل ذلك فالثابت والشائع هو عنوان النصيرية كما في كتب التاريخ والرجال وغيرها ، فمثلا :
- في كتاب الذريعة نقل المؤلف اغا بزرك :: " أن العلويين القاطنين في سواحل بحر الشام في عدة بلاد وعاصمتهم اللاذقية وهم أتباع محمد بن نصير النميري"
- وفي اعيان الشيعة للسيد محسن الامين نقل المؤلف "حمص.. بلد كبير مشهور بين دمشق وحلب في نصف الطريق ... ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص .. أن أشد الناس على علي (عليه السلام) بصفين مع معاوية كان أهل حمص فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة حتى أن في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النصيرية فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب ..ثم أنه لم يبق في حمص شيعي من زمان قديم إلا النادر أو المستتر ، وفي عصرنا هذا تشيع جماعة كثيرون منهم لأنفسهم بأنفسهم .."
السادس : التقمص .. التجايل..الاتحاد .. الحلول .. التناسخ .انتقال الروح وحلولها .. اتحاد الله بالبشر .....ان الله حلول الذات الالهية في شخص من البشر ... أونحوها أوغيرها ، الفاظ وعناوين وادعاءات صدرت وتصدر من النصيرية وامثالهم ،فمثلا :
- - نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري ج 1 ص 160 :..... رد على الحلولية من طوائف الكفار والمسلمين.... فمنهم : النصيرية والاسحاقية ، قالوا : حل الله في علي عليه السلام...... علي وأولاده أفضل من غيرهم ، وكانوا مؤيدين بتأييدات متعلقة بباطن الاسرار ، قلنا : ظهر الحق تعالى بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم ، ومن هاهنا أطلقنا الآلهة على الائمة...
- شرح نهج البلاغة/ابن ابي الحديد/ج8 ..... [ فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم ]... ، ثم ظهر عبد الله بن سبأ...... ثم ظهر المغيرة بن سعيد.... . ثم تفاقم أمر الغلاة بعد المغيرة وأمعنوا في الغلو ، فادعوا حلول الذات الالهية المقدسة في قوم من سلالة أمير المؤمنين عليه السلام ، وقالوا بالتناسخ وجحدوا البعث والنشور ، وأسقطوا الثواب والعقاب ، وقال قوم منهم : إن الثواب والعقاب إنما هو ملاذ هذه الدنيا ومشاقها ، وتولدت من هذه المذاهب القديمة التى قال بها سلفهم مذاهب أفحش منها قال بها خلفهم ، حتى صاروا إلى المقالة المعروفة بالنصيرية ، وهى التى أحدثها محمد ابن نصير النميري ، وكان من أصحاب الحسن العسكري عليه السلام ، والمقالة المعروفة بالاسحاقية وهى التى أحدثها إسحاق بن زيد بن الحارث ، وكان من أصحاب عبد الله ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ، كان يقول بالاباحة وإسقاط التكاليف ، ويثبت لعلي عليه السلام شركة مع رسول الله صلى الله عليه وآله في النبوة على وجه غير هذا الظاهر الذي يعرفه الناس ،
- اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي ج 2 ص 805 : """ وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري ، وذلك أنه ادعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام ، ويقول فيه بالربوبية"""
- الغيبة- الشيخ الطوسي ص 408 : ....380 - وقال الصفواني : سمعت أبا علي بن همام يقول : سمعت محمد بن علي العزاقري الشلمغاني يقول : الحق واحد وإنما تختلف قمصه ، فيوم يكون في أبيض ، ويوم يكون في أحمر ، ويوم يكون في أزرق . قال ابن همام : فهذا أول ما أنكرته من قوله ، لانه قول أصحاب الحلول ( 2 ).......... ( الهامش).... ( 2 ) هم طائفة : زعموا أن كل من انتسب إلى أنه من آل أحمد برا كان أو فاجرا فالله حال فيه ، وهم جميعا مساكنه لانهم الحجب وأبطلوا ولاداتهم ، وزعموا أن ذلك تلبيس وأن محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام لم يلدا ولم يولدا ( المقالات والفرق 63)
- وفي خلاصة الاقوال- العلامة الحلي ص 432 :قال : """الفائدة السادسة روى الشيخ الطوسي رحمه الله ان من المذمومين جماعة : ... ومنهم : محمد بن نصير النميري ، وكان من اصحاب ابي محمد العسكري ( عليه السلام ) ، فلما مات ادعي مقام ابي جعفر محمد بن عثمان انه صاحب امام الزمان ، وادعي النيابة ، ففضحه الله تعالى . قال سعد بن عبد الله : كان محمد بن نصير النميري يدعي انه رسول نبي ، وان علي بن محمد ( عليهما السلام ) ارسله ، وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في ابي الحسن ( عليه السلام ) ، ويقول فيه بالربوبية """.
- وفي الغيبة- الشيخ الطوسي ص 397 :
( ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية [ والسفارة كذبا وافتراء ] لعنهم الله ) ، أولهم المعروف بالشريعي..... ومنهم محمد بن نصير النميري.......... ومنهم أحمد بن هلال الكرخي........... ومنهم : أبو طاهر محمد بن علي بن بلال............ ومنهم الحسين بن منصور الحلاج........... ومنهم ابن أبي العزاقر(الشلمغاني)........... حدثتني الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قالت : كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام . وذاك أن الشيخ أبا القاسم رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها ، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم ، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه ، حتى انكشف ذلك لابي القاسم رضي الله عنه ، فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة منه...... . قالت الكبيرة رضي الله عنها : وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت علي رجلي تقبلها . فأنكرت ذلك وقلت لها : مهلا يا ستي فإن هذا أمر عظيم ، وانكببت على يدها فبكت ثم قالت : كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة ؟ فقلت لها وكيف ذاك يا ستي ؟ . فقالت لي : إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي (الشلمغاني)خرج إلينا بالسر ، قالت : فقلت لها : وما السر ؟ قالت : قد أخذ علينا كتمانه وأفزع إن أنا أذعته عوقبت ، قالت : وأعطيتها موثقا أني لا أكشفه لاحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ رضي الله عنه يعني أبا القاسم الحسين بن روح . قالت : إن الشيخ أبا جعفر(الشلمغاني) قال لنا : إن روح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنتقلت إلى أبيك يعني أبا جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه ، وروح أمير المؤمنين عليه السلام إنتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، وروح مولاتنا فاطمة عليها السلام انتقلت إليك ، فكيف لا أعظمك يا ستنا ..... فلما انصرفت من عندها دخلت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فأخبرته بالقصة ، وكان يثق بي ويركن إلى قولي ، فقال لي : يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها ، ولا تقبلي ( لها ) رقعة إن كاتبتك ، ولا رسولا إن انفذته ( إليك ) ولا تلقيها بعد قولها ، فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد ، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ، ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم : بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه ، كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام ، ويعدو إلى قول الحلّاج لعنه الله
السابع : ان فكر النصيرية والعلوية ونحوها ومنهجها ليس مستحدثا بل له جذور تمتد الى الصدر الاول بل تمتد الى اقدم من ذلك حيث تشترك مع اليهودية والنصرانية في الغلو والتأليه والربوبية لاشخاص او ادعاء وتلبيس عناوين ومناصب الهية لاشخاص غير مستحقين لها كالنبوة والامامة والوكالة والبابية والسفارة ونحوها .. فمثلا :
- ورد عن رسول الله الامين عليه وعلى اله الصلاة والسلام انه قال لعلي عليهما الصلاة والسلام : """ فيك مثل من عيسى بن مريم ، أبغضته اليهود فبهتت أمه ، وأحبته النصارى فرفعته فوق قدره """
- وورد عن الامام زين العابدين عليه السلام انه قال """ إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عزير منهم ولا هم من عزير ، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى . وإنا على سنّة من ذلك ، إن قوما من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، فلاهم منا ولا نحن منهم"""
- - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 25 ص 285 :.... عن أبي جعفر عليه السلام """ان عبد الله بن سبا كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ، تعالى عن ذلك ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال : نعم أنت هو ، وقد كان القي في روعي أنك أنت الله وأني نبي . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك امك وتب ، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقة بالنار ، وقال : إن الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك ."""
الثامن : النصيرية ، هم اتباع محمد بن نصير النميري وهو من اصحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام وذكروا ايضا انه من اصحاب الامام الهادي والجواد عليهما السلام وقد ختم عمره بالانحراف والضلالة والغلو والكفر والالحاد ... فمن صحبة وزهد وطلب علم وحفظ حديث وتاليف وتدريس الى حسد وادعاء وكالة الى سفارة فبابيّة الى امامة ونبوّة لنفسه الى غلوّ وادّعاء الربوبية في الامام الهادي عليه السلام ، مع ترك الواجبات والعبادات ،مع إباحة المحرمات والمحارم ، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم بادعاء أن الله لم يحرم شيئا من ذلك ،وقد لعنه الامام علي الهادي عليه السلام ،
- ففي خلاصة الاقوال- العلامة الحلي : قال """ محمد بن نصير النميري ، لعنه علي بن محمد العسكري ( عليهما السلام )"""
- وقال ابن الغضائري : """ .... كان محمد بن نصير من أفاضل أهل البصرة علما ، وكان ضعيفا ، بدو النصيرية وإليه ينسبون """
- وفي معجم رجال الحديث ذكر السيد الخوئي قدس سره """ ( 11931 ) - محمد بن نصير النميري ...قالت فرقة بنبوة محمد بن نصير الفهري النميري ، وذلك أنه أدعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام ، ويقول فيه بالربوبية ، ويقول بإباحة المحارم ، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ، ويقول : إنه من الفاعل والمفعول به ، أحد الشهوات والطيبات ، وأن الله لم يحرم شيئا من ذلك ... وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا ، وغلام على ظهره ، فرآه على ذلك ، فقال : إن هذا من اللذات ، وهو من التواضع لله وترك التجبر ، ... و أن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ..لعن محمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني ..... كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، فلما توفي أبو محمد ، ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان عليه السلام ، وادعى له البابية ، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له ، وتبريه منه واحتجابه عنه ،.... لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر ، لعنه أبو جعفر ( رضي الله عنه ) ، وتبرأ منه .."""
- وقال ابن شهرآشوب بعد ما ذكر عبد الله بن سبأ: " ثم أحيا ذلك رجل اسمه محمد بن نصير النميري البصري، زعم أن الله تعالى لم يظهره إلا في هذا العصر، وأنه علي وحده، فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه، وهم قوم إباحية تركوا العبادات، والشرعيات، واستحلوا المنهيات، والمحرمات، ومن مقالهم أن اليهود على الحق ولسنا منهم، وأن النصارى على الحق ولسنا منهم ". المناقب: الجزء 1،
التاسع : الواضح تاريخا وواقعا ان اصحاب الدعاوى الباطلة والمعتقدات الفارغة السقيمة يستغلون جهل الناس وفراغهم الفكري وعزلهم او انعزالهم عن باقي المجتمعات والشرائح الاجتماعية مستغلين السياسات الانتهازية الخاطئة والفاسدة حيث الظلم الفاحش والتسلط الوحشي من قبل الحكومات والسلاطين على طول الزمان فاننا نجد ما اشير اليه في السؤال من تشويش وتشتت واضطراب وتضاد او تناقض في الممارسات والعقائد والطقوس التي ينتهجها ويمارسها العلويون من ترك الواجبات وعمل كل المنكرات وارتاب المحرمات عند الغالب منهم ، ومن العمل والسلوك وفق احد المذاهب السنية عند البعض ، ومن العمل والسلوك وفق المذهب الامامي الجعفري عند قسم اخر ،وبعضهم نجده مع الدروز واخرون مع الاسماعيلية ، وبعضهم يكون مع هؤلاء وهؤلاء ،وكلهم لا يعرف من اين والى اين .. وبعد انتشار العلم ووسائل التعلم والمعرفة والانفتاح الفكري وتطور وسائل الطباعة والاعلام والتواصل الاجتماعي الذي انتج نشوء شريحة كبيرة من المتعلمين والمثقفين والمفكرين من العلويين مما اثار الكثير من التساؤلات والتشكيكات والنقاشات فترتبت العديد من المحاولات لطرح اصول وقواعد ومعتقدات موحدة للعلويين ممكن الاعلان عنها واشاعتها بدون خوف او محذور ومنها دعوى ان العلويين هم شيعة امامية جعفرية اثني عشرية يعتقدون بما بعتقد به الشيعة الامامية في اصول الدين وفروعه علما ان مثل هذه المحاولات صدرت سابقا ولكن لم تكن مشاعة بل كان الظاهر منها الخوف والتقية او لاغراض سياسية اما المحاولات الان فهي اكبر عددا واكثر اشاعة مع اقترانها بدعوات للتصحيح والهداية باسلوب العلم والفكر والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى فنسال الله تعالى ان تكون صحيحة وصادقة وهادفة لمعرفة الحق واتباعه ...وهنا ياتي التساؤل اذن لماذا التميّز عن الامامية بعنوان النصيرية او العلوية وما هو منشأ هذا التميز والاختلاف في العنوان ولا يقاس هذا ابدا بتقليد المرجع الديني لان التقليد والتبعية للمرجع تنتهي بموته فيجب الرجوع الى مرجع حي ...وهكذا ؟؟.وعليه لا تقبل دعوى شخص بعدم انتمائه وعدم اعتقاده بالنصيرية (العلوية) الا اذا امتثل لامر الامام المعصوم عليه السلام وسار على منهجه بالبراءة من محمد بن نصير النميري وامثاله ولعنه ورفض وتسفيه كل اقواله ودعاواه الشيطانية الباطلة الضالة المضلة وكما فعل السفراء رضوان الله عليهم ومن سار على النهج القويم في مذهب الحق
- ففي خلاصة الاقوال- العلامة الحلي : قال """ محمد بن نصير النميري ، لعنه علي بن محمد العسكري ( عليهما السلام )"""
- وفي معجم رجال الحديث ذكر السيد الخوئي قدس سره """ ( 11931 ) - محمد بن نصير النميري ... ... و أن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ..لعن محمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني..... ، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له ، وتبريه منه واحتجابه عنه ،.... لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر ، لعنه أبو جعفر ( رضي الله عنه ) ، وتبرأ منه .."""
- وفي مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج 12 ص 318 ...عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : "" يا أبا محمد ، ابرأ ممن يزعم انا ارباب "" قلت : برئ الله منه ، فقال : "" ابرأ ممن يزعم انا انبياء "" قلت : برئ الله منه
- وفي نفس المصدر ... عن عمران بن علي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : "" لعن الله أبا الخطاب ، [ ولعن الله من قتل معه ، ولعن الله من بقي منهم ، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم "" .
- وفي نفس المصدر ""...ذكر الشيخ في ترجمة محمد بن علي الشلمغاني لعنه الله ، بعد ذكر جملة من بدعه وعقائده الفاسدة : ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام ، بلعن أبي جعفر محمد بن علي (الشلمغاني)، والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ، ورضي بقوله ، واقام على توليه ، بعد المعرفة بهذا التوقيع ، وقال الشيخ رحمه الله : ان الشيخ أبا القاسم بن روح رحمه الله ، اظهر لعنه واشتهر امره ، وتبرأ منه ، وامر جميع الشيعة بذلك ""
- وفي نفس المصدر ...قال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل بن صالح الصيمري : انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه ، في مجلسه في دار المقتدر ، إلى شيخنا أبي علي بن همام ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ... التوقيع : " عرّف .. اطال الله بقاءك ، وعرّفك الخير كله ، وختم به عملك ،من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من اخواننا ، أسعدكم الله .. بان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ..وهو ممن عجل الله له النقمة ولا امهله قد ارتد عن الاسلام وفارقه .. وألحد في دين الله ، وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى ،وافترى كذبا وزورا وقال : بهتانا واثما عظيما ، ..وامرا عظيما ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا ، واننا قد تبرأنا إلى الله تعالى ، والى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم ، منه ولعنّاه ، عليه لعائن الله تترى في الظاهر منا والباطن ، في السر والجهر ، وفي كل وقت ، وعلى كل حال ، وعلى كل من شايعه وتابعه ، أو بلغه هذا القول منا واقام على توليه بعده ، ...واعلمهم اننا في التوقي والمحاذرة منه.. على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه ، .. من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم ، وعادة الله عندنا جميلة ، وبه نثق ، وإياه نستعين ، وهو حسبنا في كل امورنا ونعم الوكيل """ . قال هارون : وأخذ أبو علي هذا التوقيع ، ولم يدع احدا من الشيوخ الا واقرأه إياه ، وكوتب من بعد منهم بنسخته في سائر الامصار ، فاشتهر ذلك في الطائفة ، فاجتمعت على لعنه والبراءة منه .
- وفي نفس المصدر ... روى محمد بن يعقوب قال : خرج إلى العمري في توقيع طويل اختصرناه : """ ونحن نبرأ من ابن هلال (لا رحمه الله) وممن لا يبرأ منه ، فأعلم الاسحاقي وأهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك أو يسألك عنه """
- معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج14//واختيار معرفة الرجال ج2 الشيخ الطوسي1004-:..... كتب عروة إلى أبي الحسن عليه السلام في أمر فارس بن حاتم، فكتب عليه السلام : كذبوه وأهتكوه، أبعده الله وأخزاه، فهو كاذب في جميع ما يدعى ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته، ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر، كفانا الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.
العاشر : اما ما ذكر في السؤال من اشاعة الفاحشة وارتكاب المحرم وعدم الالتزام باي مظهر من مظاهر الدين عند عموم العلويين النصيرية او اكثرهم ، فان هذا بغالبه يعود الى ما اشرنا اليه سابقا من ان هذا هو منهج النصيرية الذي اسس له النميري ونظّر له بأوهن وأسخف وأضلّ الحجج والادعات على انها غير محرمة بل يمكن ان يقال ان ارتكاب هذه المنكرات والفواحش يعتبر راجحا او مستحبا عند النميري لانها من اللذات والطيبات والتواضع وترك التجبّر فيكونون متقربين الى الله تعالى بهذه الفواحش والمنكرات والعياذ بالله .. حيث نقلنا عن مرجعهم او امامهم او نبيّهم محمد بن نصير النميري """ ويقول بإباحة المحارم ، ويحلل اللواط ونكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ، ويقول : إنه من الفاعل والمفعول به ، أحد الشهوات والطيبات ، وأن الله لم يحرم شيئا من ذلك ... وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا ، وغلام على ظهره ، فرآه على ذلك ، فقال : إن هذا من اللذات ، وهو من التواضع لله وترك التجبر"""
الحادي عشر : اما تركهم الصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها من الواجبات فيمكن ان يرجع عند البعض الى عدم التدين وعدم الالتزام بالتعاليم والواجبات الدينية كما في باقي المذاهب والطوائف الدينية واما الغالب في ذلك والارجح فانه يرجع الى منهج الملعونين النصيري واساتذته واقرانه واتباعه الضالين المضلين كابن حسكة والشريعي أوالشعراني اليقطيني وابن بابا القمي ومحمد او احمد ابن موسى يدّعون ان كل عبادة من العبادات حقيقتها ليست الحركات والافعال والاقوال الظاهرية التي نشاهدها ونلمسها ونحس بها بل حقيقتها هي شخص معين فالصلاة هي عبارة عن شخص والصيام حقيقته شخص والحج حقيقته شخص وهكذا باقي العبادات ومعرفة حقيقة الشخص ومحبة الشخص والاعتقاد به وموالاته هو حقيقة العبادة وهو معرفة للواجب العبادي كالصلاة ومحبة للصلاة واداء لها وهكذا في باقي الواجبات ............ اما عدم التزامهم باي شعيرة دينية تميز الامامية وشاع عنهم التمسك بها كاحياء شعائر ومجالس العزاء في مصابات اهل البيت عليهم السلام كاستحضار واحياء مصاب كربلاء وايام عاشوراء ومحرم وصفر واستحضار واحياء مصاب استشهاد امير المؤمنين عليه السلام ولعن قاتليهم وظالميهم ...فلان منهج النصيرية (مثلا )يحترم ويحب ويقدس ابن ملجم لانهم يعتبرون ابن ملجم مخلّصا للربّ (امير المؤمنين علي عليه السلام )من الناسوت وانتقاله الى اللهوت ..ومن الواضح ان هذه القاعدة النصيرية تنطبق على يزيد وكل قاتل وظالم تسبب في مقتل ائمة الهدى عليهم الصلاة والسلام
- وقال ابن شهرآشوب بعد ما ذكر عبد الله بن سبأ: " ثم أحيا ذلك رجل اسمه محمد بن نصير النميري البصري، زعم أن الله تعالى لم يظهره إلا في هذا العصر، وأنه علي وحده، فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه، وهم قوم إباحية تركوا العبادات، والشرعيات، واستحلوا المنهيات، والمحرمات، ومن مقالهم أن اليهود على الحق ولسنا منهم، وأن النصارى على الحق ولسنا منهم ". المناقب: الجزء 1،
- جواهر العقود - المنهاجي الأسيوطي ج 2 ص 271 :
فأما النصيرية : فهم القائلون بألوهية علي . وإذا مر بهم السحاب . قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، يزعمون أن السحاب مسكنه . ويقولون : إن الرعد صوته ، وإن البرق ضحكه ، وإن سلمان الفارسي رسوله ، ويحبون ابن ملجم . ويقولون : إنه خلص اللاهوت من الناسوت . ولهم خطاب بينهم ، من خاطبوه به لا يعود يرجع عنهم .
- نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري ج 1 ص 158 : رد على الحلولية من طوائف الكفار والمسلمين..... وأما فرق الاسلام : فمنهم : النصيرية والاسحاقية ،......هكذا نقل مذهبهم صاحب كتاب الملل والنحل ( 1 ) . وهذا المذهب الباطل قد حكي عن محمد بن فلاح الاهوازي ( 2 ) تلميذ شيخنا أحمد بن فهد صاحب كتاب عدة الداعي ، ونقل عنه أنه لما خرج(محمد بن فلاح الاهوازي )على الناس بهذه المقالة وظهر عليهم من غرائب الشعبذة ما استرق به أفئدتهم ، وانقاد له الجم الغفير من جهالهم ، عمد إلى قبة أمير المؤمنين عليه السلام مريدا لخرابها ، قائلا للناس : إن عليا عليه السلام لم يمت ، وإنه الخالق والرازق والمحيي والمميت....
- اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج 2 ...ذكر :في الغلات في وقت أبى محمد العسكري (ع) منهم على بن مسعود حسكة والقاسم بن يقطين القميان ..... 995 - وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني موسى بن جعفر ابن وهب، عن ابراهيم بن شيبة، قال كتبت إليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب، وتضيق لها الصدور، ويروون في ذلك الاحاديث، لا يجوز لنا الاقرار بها لما فيها من القول العظيم، ولا يجوز ردها ولا الجحود لها إذا نسبت الى آبائك، فنحن وقوف عليها. من ذلك أنهم يقولون ويتأولون في معنى قول الله عزوجل: " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "، وقوله عزوجل: " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " معناها رجل لا ركوع ولا سجود، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا اخراج مال. وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت لك، فان رأيت أن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الاقاويل التي تصيرهم الى العطب والهلاك ؟ والذين ادعوا هذه الاشياء ادعوا أنهم أولياء، ودعوا الى طاعتهم، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني، فما تقول في القبول منهم جميعا. فكتب عليه السلام: """ليس هذا ديننا فأعتزله"""... قال نصر بن الصباح: علي بن حسكة الحوار كان استاذ القاسم الشعراني اليقطيني من الغلات الكبار ملعون.... 996 -..عن محمد بن عيسى، قال كتب الي أبو الحسن العسكري ابتداء منه: """لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي، ان شيطانا تراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا."""
الثاني عشر : اشرت سابقا الى الجهل الافة الكبرى والداء والمرض العضال والظلام الدامس والقبح والضلال وموطن ابليس وشياطينه وعشعشتهم وهو غاية ومراد اهل الضلالات واصحاب الادعات الباطلة في الغلو والتأليه واباحة الفواحش والمحرمات.فيستدرجون الجهال بادعاءات وحجج بديهية البطلان لكنه ظلام وعتمة الجهل فينافقون بزهد وعبادة ثم قرب ووكالة من وكيل او سفير ثم تصعيد الادعاء بادعاء السفارة نفسها والبابية ثم الامامة فالنبوة ثم الربوبية ...ومستوى السفه والسخف والحمق عند هؤلاء الجهال وصل الى الحد الذي صدقوا فيه المغالين الضالين بان قائم اخر الزمان المنقذ المخلص المؤسس للعدل الالهي ودولته هو ابليس لعنه ولعنهم الله جميعا بادعاء ان ابليس كان قائما عندما امر بالسجود ثم قعد عندما قال لاقعدن لهم ولازال على قعوده الى ان ياذن الله تعالى له بالقيام فيملا الارض عدلا .. وهذه الحقيقة المؤلمة المهلكة ظاهرة الجهل والحمق وخطورتها ودورها في الانحراف والضلال قد اشار اليها ائمة الهدى وجدهم الصادق الامين عليهم الصلاة والتسليم :
- الاحتجاج ،للطبرسي ج2 : مما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه ، ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي .""" يا محمد بن على تعالى الله وجل عما يصفون ، سبحانه وبحمده ، ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته ، بل لا يعلم الغيب غيره ، ......يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه .....
- الغيبة- الشيخ الطوسي ص 404 :..... وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود : كان محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر لعنه الله يعتقد القول بحمل الضد ، ومعناه أنه لا يتهيأ إظهار فضيلة للولي إلا بطعن الضد فيه ، لانه يحمل سامعي طعنه على طلب فضيلته فإذا هو أفضل من الولي ، إذ لا يتهيأ إظهار الفضل إلا به ، وساقوا المذهب من وقت آدم الاول إلى آدم السابع ، لانهم قالوا : سبع عوالم وسبع أوادم ، ونزلوا إلى موسى وفرعون ومحمد وعلي مع أبي بكر ومعاوية . وأما في الضد فقال بعضهم : الولي ينصب الضد ويحمله على ذلك ، .....وقال بعضهم : لا ولكن هو قديم معه لم يزل . قالوا : والقائم الذي ذكروا أصحاب الظاهر أنه من ولد الحادي عشر فإنه يقوم ، معناه إبليس لانه قال * ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ) * فلم يسجد ، ثم قال : * ( لاقعدن لهم صراطك المستقيم ) * فدل على أنه كان قائما في وقت ما أمر بالسجود ، ثم قعد بعد ذلك ، وقوله : يقوم ( القائم " إنما هو ذلك القائم ) الذي أمر بالسجود فأبى وهو إبليس لعنه الله . وقال شاعرهم لعنهم الله :
يا لاعنا للضد من عدي *** ما الضد إلا ظاهر الولي
اللهم اجرنا من الفتن ومن مضلات الفتن
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج ال بيت محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق